تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من القلق والخشية والترقب حيال موقف وزير الخارجية المصري الجديد نبيل العربي من التصعيد الإسرائيلي، وحصار غزة، وتجديد العلاقات مع إيران، وتعتبرها بداية لتشكيل حلف عربي موحدة ضد كيانها – وفق ما يراه محللان سياسيان تحدثا لـ”فلسطين”.
وأوضح المحللان أن (إسرائيل) باتت محاصرة وستحاول إفشال ومحاصرة أي تحالف عربي مرتقب في إطار محاولتها لإعادة هيبتها في المنطقة.
خطاب دبلوماسي
المحلل السياسي المصري منصور عبد الوهاب، أكد أن وزير الخارجية المصري نبيل العربي، يمتلك لغة خطاب دبلوماسية يستطيع بها مواجهة “الصلف” الإسرائيلي.
وقال: “إن الوزير العربي رجل غاية في الذكاء ويفهم العقلية الإسرائيلية جيدًا, فهو لن يعطي لـ(إسرائيل) الفرصة باتهامه بمعاداة السامية, كما كانت تفعل مع مسئولين عرب في الماضي”.
ويرى عبد الوهاب أن (إسرائيل) سترد على تصريحات العربي اللاذعة بمحاولة محاصرة مصر دبلوماسيًا على المستوى الدولي, “من خلال علاقاتها الوثيقة مع أوروبا والولايات المتحدة, لا سيما وأن الأنظمة العربية الجديدة والتي من الممكن أن تشكل قوة ضاغطة ضد (إسرائيل), لم تُولد بعد”.
وتابع: “لن تنجح (إسرائيل) في عزل نبيل العربي بشكل تام, فالعالم معجب بالثورة المصرية, ولذلك سيحترم العالم وزير الخارجية المصري, طالما كان حذرًا في تصريحاته وتحركاته”.
وشدد على أن إسقاط الحكومة المصرية “مرهون بالتلاحم الشعبي من الداخل” مع الحكومة المصرية, كما وبيّن أن إسقاط الحكومة الحالية مرهون بمدى المساندة العربية لها, “فهي من الممكن أن تعيق بعض المؤامرات الإسرائيلية والدولية, في حال تعرض مصر لأزمة اقتصادية طاحنة”.
وذكر المحلل السياسي أن تصريحات العربي الأخيرة والرامية إلى تعميق العلاقات مع العمق العربي والإسلامي, زادت من وتيرة خشية (إسرائيل) من صعود تيار إسلامي إلى الحكم، ما يؤدي إلى إلغاء اتفاقيات السلام بين الجانبين.
ولفت إلى انه لا يتوقع أن تهاجم (إسرائيل) الحكومة الحالية, وذلك لإعلان الرئيس الأعلى للقوات المسلحة بالتزامه بالاتفاقيات الموقعة بينهما, مشيرًا إلى أن العربي يستطيع اللعب على ملف الغاز ورفع ثمنه لنسبة تصل إلى 80% تقريبًا, الأمر الذي سيؤلم (إسرائيل) ويجعلها تترحم على أيام مبارك, حيث كانت تحصل على الغاز بشكل مجاني تقريبًا.
ونبه إلى أن تجديد العلاقات المصرية مع إيران “يشكل أوراق ضغط على (إسرائيل), ويضفي المزيد من القوة للاستراتيجية العربية المرتقبة, كما تصب في صالح إيران كدولة معادية (لإسرائيل) وأمريكا”, مشددًا أن دولة الاحتلال ستفكر مليا قبل الإقدام على أي خطوة جديدة فيما يتعلق ببناء المستوطنات والاعتداءات على الفلسطينيين.
وأكد على أن (إسرائيل) لن تهنأ بالصمت العربي كما كانت في الماضي, “فمستوى الرد العربي قد اختلف الآن, وشهر العسل قد انتهى بالنسبة لـ(إسرائيل) بانتهاء عهد مبارك”, منوهًا إلى أن هذه فرصة جيدة للشعوب العربية كي تفرز قيادات جديدة لا تبيع قضاياها الوطنية.
وعبر عبد الوهاب عن أمله في أن تكتمل التغيرات الحالية بالوطن العربي وتنجح في تغيير الحكومات العربية الدكتاتورية, وتعود لصالح قضايا الوطن.
وأشار إلى أن التحالف العربي لو تم على أرض الواقع, “فسيزول التردد لدى الشعوب العربية في محور الاعتدال(المملكة الأردنية والسعودية), وستنضم إلى التحالف بقوة”.
وكان وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي السابق بنيامين بن العيزر قال في تصريحات سابقة، إن “سقوط النظام المصري هو خسارة لحليف استراتيجي مهم”.
تغيير استراتيجي
من جانبه، أكد المحلل السياسي الفلسطيني, هاني المصري، أن الثورة المصرية أدت إلى إحداث تغيير استراتيجي كبير على مستوى العالم العربي, مشيرًا إلى أن البوادر الجديدة من الساسة المصريين “تدلل على أنها سياسة مختلفة عن السياسة المصرية القديمة, وهذا يقلق (إسرائيل) إلى حد بعيد فهي لا تريد أي تغيير على الساحة المصرية”.
وبين أن (إسرائيل) غير قلقة من إنهاء معاهدة السلام مع مصر في الوقت الحالي، بقدر ما هي قلقة من تحالف عربي يهدد وجودها في المنطقة, كما أن التغيرات على الساحة المصرية قد جعلت من مصر ندًا وليس تابعاً لـ(إسرائيل).
وقال: “إن تشكيل حلف عربي موحد ضد (إسرائيل) هو بادرة جيدة وإن كان من المبكر الحديث عن هذا الحلف”, مشيرًا إلى أن التغيرات العربية التي وصلت إلى السعودية والأردن -وهي دول لها وزنها في الوطن العربي- قد تنضم إلى مصر وسوريا وإيران وتشكل قوة ضاغطة على دولة الاحتلال, “وإذا تم هذا الحلف فعليًا فإنه يستطيع خوض حرب ضد (إسرائيل)”- وفق رأيه.
وشدد على أن (إسرائيل) في الوقت الراهن لم تعد قادرة على إحداث تغيير في الوطن العربي, كما أنها فقدت قوة الردع في المنطقة, لافتًا إلى أن الاحتلال سيحاول إجهاض المحاولات العربية لإجهاض هذا التحالف.
المصدر: فلسطين أون لاين
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: