تشم رائحة عطر أحد أصدقاءك المقرّبين وتعجبك نظراً لقوّة تركيزها أو لإرتياحك لها ,وتسأله عن إسم العطر ومن أي موقع تم شراءه منه؟ , فأنت تريد نفس الرائحة بالظبط .
بعد شراءك للعطر بأسبوع واحد أو عشرة أيّام بحد أقصى , تلاحظ أن شدّة التركيز قلّت فتشعر بنوع من عدم الرضا فتقول في نفسك :
” لماذا تزول رائحة عطري بسرعة كبيرة بينما نفس الرائحة عندما شممتها عند فلان كانت شاجعة بشكل واضح مع أن عطرينا مع نفس المحل “
لفترة طويلة ظننت أن السبب وراء هذه الظاهرة هي جودة العطور فقط , لكن بالحقيقة هناك سبب أخر يكمن خلف قلة تركيز رائحة العطور لدينا .
يألف الإنسان الروائح بسرعة كبيرة , خاصة إذا كانت هذه الروائح مألوفة ولا تثير النفور , فعلى سبيل المثال عند الدخول الى المخبز تشم رائحة المعجّنات والخبز والكعك أو عند الذهاب لمحل المشويّات تغمرنا رائحة الشواء , قديماً ضُرب لنا مثل عن بخل بعض الناس لطلبه مبلغاً لقاء رائحة الشواء لشدّة تركيزها.
ولكن بالغالب بعد ثلاث دقائق بحد أقصى تختفي هذه الرائحة سواء كانت صادرة من مخبز أو حتى من محل الشواء.
هل تعتقده ان الرائحة إختفت فعلاً ؟!!
بالحقيقة أن الرائحة موجوده ولم تختفي و الدليل على وجودها هو أن كل شخص يدخل للمخبز من بعدك أو محل الشواء يشم الرائحة هو أيضاً .
ما هو السر إذاً؟
لا يوجد سر بالموضوع أبداً ,تسمى هذه الظاهرة علميّاً بظاهرة “ الإعتياد ” ومضمونها كالتالي :
الإستمرار في استقبال رائحة مألوفة مسبقاً أو أي رائحة عموماً يؤدي إلى خفض الشدّة الإدراكيّة لها .
لذلك لا تحزن يا عزيزي , فعندما شممت رائحة العطر لدى صديقك أول مرّة , لم تكن هذه الرائحة مألوفة لمركز الشم لديك ولذلك إستغرقت فتره طويلة لكي تزول , وكذلك عن شراءك لنفس العطر أيضاً.
لكن بعد مرور فترة إسبوع أو بالغالب عشرة أيّام , فقد تعّود مركز الشم لديك على هذه الرائحة وأصبحت مألوفة وهذا هو السبب وراء زوال رائحة العطور التّي تمتلكها بسرعة .
ولذى أنصح بالتنويع بالعطور , والسبب وراء هذه النصيحه هو أنّه إذا توقّف شخص عن شراء عطور يحبّها لمدّة زمنية طويلة, وبعد هذه المدّة عاد وإشترى نفس العطور , سيلاحظ أن رائحتها رجعت قويّة التركيز كسابق عهده بها وسوف تستمر الرائحة لفتره طويله.
فالسبب العلمي لعودة قوة التكيز, هو أن الجسم قد جدّد التعرّف إلى هذه الروائح مما زاد جعل هذه الروائح قويّة ومثيرة مثل أول مرّة تمت فيها عمليّة الشم لهذه العطور .
** الموضوع منقول من مدونة عواميد **
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: